أرسل أيمن عبد المقصود يقول: أبلغ من العمر 22 عاما ، وأحب الحديث مع أبى كثيرا وأشعر بأننى أشبهه إلى حد كبير، وجاءت ثورة 25 يناير لتكشف لى أننى مختلف عن أبى اختلافا كبيرا رغم بعض نقاط الاتفاق واحترامى لوجهة نظره التى تختلف عن وجهة نظرى وتحليلى لبعض المواقف، فما هو تفسير ما أشعر به؟
يجيب على هذا التساؤل الدكتور فاروق لطيف أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة عين شمس، قائلا:
كل إنسان بطريقة ما يشبه كل إنسان، وبعض الناس بطريقة ما تشبه البعض الآخر وتختلف معهم كذلك فلسنا كلنا واحد، حيث يوجد الاختلاف والتشابه فى نفس الوقت، وبالمنظور المجرد نجد أن الخلق الانسانى متفرد بذاته يستقبل الأشياء بطريقته الخاصة ويعطيها المعانى بخصوصيته وذاتيته وقد يتأثر أو لا يتأثر بالمجموع، ومن ثم كل منا يكون فكره الخاص به ، فكره الذى يحدد خياله ومن ثم التعامل مع الحياة .
وعلى هذا الأساس يجب علينا أن نفهم أن الاختلاف هو الأساس وهو القاعدة ، حيث كل إنسان منا يمر أولا بمرحلة تكوين الفكر الخاص ثم يتجه إلى التعامل مع المختلف، ثم يبدأ تكوين منظومة التوافق مع المجموع مع احتفاظ كل منا بمنظوره الخاص وينتج من ذلك أن النظر إلى واقع الأحداث الحالية ليس غريبا وليس غير صحى ، ومع مناخ انطلاق الإحساس بالحرية ومع التخلص من الضغوط التى كانت تمارس على الإنسان المصرى لفترة طويلة فهو الآن يمارس حريته الشخصية فى التعبير عن ذاته فالظاهر العام للعيان هو الاختلاف ، وإذا تعاملنا مع هذا المنطوق سوف نجد انه يجب علينا إعطاء مساحة اكبر للتعبير عن الاختلاف ، ومن ثم هذا الاختلاف سوف يصل إلى الاتفاق ومن ثم تسود ثقافة جديدة يتعامل الإنسان مع الآخرين باحترام الفكرة أو تقبل رأى الآخر وليس الاندماج فى رأى الآخر ، اى تكوين فكر جديد وما يحدث الآن يعد ظاهرة صحية و لا يجب أن ننزعج منها .
وكل فكر انسانى يكون ذاتيا ومن ثم فهو لابد أن يكون مختلف عن الآخر للتعايش مع الآخر ، وهذه الأفكار عندما تتفاوض مع بعضها البعض يخرج من بينها فكر جديد أساسه الاتفاق وليس الاختلاف ففى فترات التحول كل منا يتمسك بفكره الخاص ومن ثم الأفكار تكون مختلفة وليست متفقة .
الكاتب: سحر الشيمي
المصدر: موقع اليوم السابع